الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

نجاحات اللاجئين السوريين.. غير كافية لاستضافتهم!

تحتفل الأمم المتحدة كالمعتاد بيوم اللاجئ العالمي، المصادف لـ20 حزيران يونيو، هذا العام جاءت المناسبة بعد يوم من قتل القوات التركية 11 لاجئاً سورياً، كانوا يحاولون العبور لبدء حياة جديدة في تركيا، وذلك بحسب ناشطين سوريين.

وفيما أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، تعاطفها ودعمها لكل مهجر من بيته، وراحل عن وطنه قسراً، بدأ يوم العزاء الأول لذوي 11 ضحية سوريا سقطوا على الحدود السورية التركية، ماتوا بصمت، برصاص من يُفترض أنهم أصدقاء.

في يوم اللاجئ العالمي وغيره من الأيام، يحتل السوريون الصدارة في تعداد اللاجئين بدول مختلفة، كما أنهم، عاشوا معظم التجارب الممكنة، وقتل منهم الكثير بمختلف الوسائل، من الموت بالرصاص، أو الموت غرقاً وجوعاً وعشطاً وتعباً، وحتى الموت خنقاً في شاحنات وما إلى ذلك.

وبحسب الأمم المتحدة، خلفت الأحداث الدائرة في سوريا 4.9 مليون لاجئ سوري خارج البلاد، وأكثر من 7 مليون نازح داخل سوريا، والعديد منهم لم يجدوا مأوىً. فيما يبدو أن قضية "اللاجئين السوريين" أكبر كوارث اللجوء في العالم.

ويتوزع اللاجئون السوريون على دول الجوار، "لبنان، العراق، الأردن، وتركيا"، وآخرون وصلوا إلى دول آسيوية، وأفريقية كمصر والسودان وليبيا، وكثر فروا إلى أوربا، فيما كانت دول الخليج والولايات المتحدة الأميركية  أقل الدول التي استقبلت لاجئين سوريين وتقول إنها معنية بالقضية السورية.

منذ خروج آخر جندي فرنسي من سوريا يوم 17 نيسان عام 1946، ونشأة الجمهورية السورية بحدودها الحالية باستثناء قطع لواء اسكندرون وضمه لتركية، كانت سوريا محطةً للعديد من اللاجئين حولها، بدءً بالفلسطينيين والعراقيين والقليل من اللبنانيين في حرب الـ2006 بين حزب الله واسرائيل. وجنسيات أخرى.

وما يميز سوريا، أنها لم تبنِ خيمةً لأي لاجئ، وساعدها في الأمر قدرتها على استقبال الأعداد التي لجأت اليها، من بنية تحتية ومساحات واسعة وقدرة مادية، ونية أبنائها لاستضافة أي ذي حاجة، لكن بعد الثورة السورية ضد نظام البعث، وتحديداً أواخر شهر نيسان 2011 بدأ مصطلح "لاجئ سوري" يدور في قاموس السوريين والعالم، حتى تحولت قضية اللاجئين إلى كارثة.

وأعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أول أمس الاثنين، في تقرير "الاتجاهات العالمي"، أن عدد المشردين حول العالم هذا العام بلغ 65 مليون شخص، وأن المعارك والقتال في سوريا وأفغانستان وجنوب السودان وبروندوي، تسبب بموجة النزوح الأخيرة إلى الدول الصناعية الكبيرة.



ويبدو واضحاً في تقرير المفوضية، أن السوريين هم أكثر المشردين واللاجئين، ففي ألمانيا مثلاً، هناك سوري من بين كل ثلاثة لاجئين تقدموا بطلب اللجوء.

لكن، ومع كل ذلك، تتخبط الأمم المتحدة والمجتمع الدولي حيال كارثة اللجوء السوري، التي ضربت من أبناء سوريا الكثير، ومع هذا، يغيب عن الدول الموصدة أبوابها أمام السوريين، أن لاجئي هذا الشعب في السويد مثلاً، هم اللاجئون الأعلى مستوى دراسي وثقافي بين جميع اللاجئين، والكثير منهم في ألمانيا، مهيئين ليعملوا ويسدوا حاجات البلد من الأيدي العاملة، كما أن بعض الخامات الملفتة، وصلت لدول الخليج، كهاجر قطيفان، التي حققت أعلى علامة في الثانوية العامة بالامارات، وابنة جلدتها نادية حبوس، صاحبة المركز الأول بالثانوية العامة في السعودية لهذا العام.

ويبرز السؤال، ألا تكفي كفاءات السوريين، وفي مقدمتهم، هاجر ونادية، لكسر أبواب وحدود البلدان التي ادعت صداقة السوريين ولم تستضفهم!

نقلاً عن موقعنا الرسمي: نجاحات اللاجئين السوريين.. غير كافية لاستضافتهم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق